لسنا بمعزل من هذا الكون الفسيح بل نشغل جزءً مهماً يمنحنا تكاملاً مع هذا العالم بأشكاله و ألوانه و مقدراته والذي يشهد تطوراً سريعاً في تشكل المفاهيم الحديثة لأنظمة وسياسات التعليم وسوق العمل والتي توجب علينا مجاراة هذا التطور حتى نؤهل الأجيال القادمة للمنافسة في ميادين العمل محلياً و إقليمياً و عالمياً و ذلك للمكانة الرفيعة للمملكة العربية السعودية سياسياً و ثقافياً و اقتصادياً…
و عندما نتحدث عن الاقتصاد السعودي فنحن نتحدث عن عضو مجموعة أكبر ٢٠ اقتصاد في العالم و هذا يوضح ارتباط الاقتصاد السعودي الكبير بالأسواق العالمية و عليه فإن الاقتصاد هو المحرك الاساس لتطوير أنظمة التعليم و سياساته و لدينا من الأمثلة الكثير من دول العالم التي طورت انظمتها التعليمية للبدء في تحولها اقتصادياً نحو العالمية و التقدم و التطور التنافسي مما غيّر من واقعها و بنى لها مستقبلاً مختلفاً كان يصعب توقعه لولم تتخذ هذه الخطوات بإصلاح التعليم ..
و اليوم و نحن على عتبات قرن جديد و ملامح تاريخية و ثقافية و اجتماعية و اقتصادية و سياسية مختلفة كان المحرك الأساس فيها التعليم و النمو المعرفي و المهاري , عندها لا بد أن نخطو خطوات على عتبات هذا القرن الجديد نخطط و نؤسس و نبني لمستقبل يضمن لنا تنافسنا عالمياً حتى تتوافق مخرجات مؤسسات التعليم مع متطلبات سوق العمل العالمي فلم يعد هناك بلد يستطيع أن يعيش بمعزل عن التحول الذي يشهده العالم في كل المجالات .
و لأن التعليم هو الركيزة الأساسية لتطور الأنظمة و الدول و تغيير السياسات و بناء المواطنة الحقيقية عبر التأهيل التعليمي الجيد حيث أنه يعزز لدى الفرد الثقة بذاته و الاعتزاز بوطنه الذي خلق له فرصة التنافس مع أقرانه ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي و هذا ما نلحظه في تميز الشاب و الشابة السعوديين في مجالات التعليم او العمل خلال تجربة الابتعاث الخارجي التي ابرزت هذه الطاقات الهائلة حتى أصبحت نموذجاً يفتخر به و لدينا شواهد و أدلة و أمثلة على هذا التميّز …
و لتطول قائمة التميّز بدأت وزارة التعليم بتضمين عدد من المناهج التي تؤهل طلابنا و تبني المهارات التي يتطلبها سوق العمل بل تتعدى هذا الهدف بمراحل في تطوير الفرد و صقل مهاراته الحياتيه إدراكاً منها بأن هذا يجعله يعيش حالة استقرار دائم تعينه على الانتاجية و التميز .. و هذا الحراك ما هو الا نتاج رؤية وطن تتجه به الى مصاف الدول العظمى و أحد أهم ركائزها هو التعليم و لذلك فإن الطالب الذي يتعلم المهارات الناعمة و يطبقها في حياته اليومية قادر على أن يتميز و ينافس فهي لا تقل أهمية عن المهارات المعرفية في يومنا هذا بل النصف الآخر الذي يصنع الفرق